بادرة اولى ومميزة لاحتضان الكفاءات والعقول العلمية !!!
 رائد الهاشمي
رئيس تحرير مجلة نور الاقتصادية
المبدعين والمخترعين في جميع المجتمعات التي تحترم العلم والعلماء يلاقون الرعاية الكاملة والاحتضان من حكوماتهم ويتم توفير جميع السبل والوسائل المادية والعلمية والمعنوية لهم لتحفيزهم على مزيد من الابداع والاختراعات وتُسارع الجهات الحكومية والمختصة الى تنفيذ نتائج تلك الاختراعات على أرض الواقع بما ينفع المجتمع, ولاتبخل على هولاء المبدعين بكل شيء من توفير الوارد المادي الذي يضمن عيشة رغيدة لهم ولعوائلهم وحمايتهم من إغراءات الدول الاخرى التي تحاول الاستفادة من خبراتهم، والعراق مع الأسف دائماً مايتعامل بجفاء مع مبدعيه فتراهم يشدّون الرحال الى بقاع العالم المختلفة وفي قلوبهم ألم وحسرة من هذا الجفاء ونسمع أخبارهم وهم يتصدرون أخبار ووسائل الاعلام بابداعتهم ومشاريعهم وخير مثال حاصودة الجوائز كما اطلق عليها الأعلام الغربي( زها حديد) هذه المرأة التي نُفذت تصاميمها المعمارية في معظم بلدان العالم الاَ بلدها الذي يخلو من أي عمل لها وهذا مايؤلمها كثيراً ويترك الحسرة في قلبها حسب ماتقول، والدكتور( طالب مجول ) هذا الطبيب العراقي العبقري المختص بجراحة القلب والشرايين الذي احتضنته الامارات العربية ووفرت له جميع وسائل العلم والتكنلوجيا الحديثة المتطورة ففجرت عبقريته وقام باستخدام تقنية جديدة هي الدعامات القابلة للذوبان في عمليات القسطرة وهي تستخدم أول مرة في العالم وقام باجراء 300 عملية من هذا النوع خلال عام واحد وأطلق عليها ( طريقة دبي) وتنقل عملياته على الهواء مباشرة الى المؤتمرات العلمية الاوروبية وبحضور المئات من كبار جراحي القلب والشرايين من مختلف بلدان العالم،وغير هذين المثالين المئات او الألوف من العقول العراقية منتشرين في أرجاء المعمورة يخدمون مجتمعات غير مجتمعهم مع رغبتهم الحقيقية في تقديم خدماتهم العلمية لبلدهم الأم.
فاجئني خبر قبل عدة أسابيع باختراع طريقة جديدة لصناعة الحديد باستخدام الماء بدلاً من الغاز وقد سجل باسم الباحث ( جليل كريم أحمد الخفاجي ) ألتدريسي في كلية الهندسة جامعة بابل وقد ألقى بحثه في مؤتمر عالمي عُقد في الولايات المتحدة وحظي باهتمام كبير من المختصين والباحثين في هذا المجال، والمفرح في هذا الخبر بأن وزارة الصناعة والمعادن العراقية تبنت البحث وقررت تنفيذ المشروع مستفيدة من نتائج هذا البحث والاختراع الرائع وانتهت من دراسة التحليل المالي للمشروع استعداداً لاقامة المعمل الريادي في موقع الحديد والصلب في محافظة البصرة وهذا الخبر أفرحني كثيراً لأنه سابقة جديدة في العراق بأن تقوم احدى وزارات الدولة باحتضان بحث لأحد المبدعين وبهذه السرعة وتقوم باستغلاله على أرض الواقع والاستفادة من هذه التقنية .ان هذه الخطوة التي بادرت بها وزارة الصناعة ستعطي حافزاً لجميع مبدعينا لمزيد من البحث والابداع ويحدوهم الأمل في البقاء في أحضان الوطن الغالي. ختاماً نأمل من جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية أن تحذو حذو وزارة الصناعة في أحتضان الكفاءات العراقية ورعايتها والاستفادة من خبراتها العلمية في اعادة بناء العراق.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة