الديمقراطية ... سلاح ذو حدين
رائد سالم الهاشمي
رئيس تحرير مجلة نور الإقتصادية
تحتاج الديمقراطية الى تهيئة مستلزمات عملية لتسهيل مفردات تطبيقها على ارض الواقع في العراق أوفي أي بلد آخر حديث عهد بالديمقراطية، ويشير اغلب المتابعين للشأن السياسي أن الديمقراطية سلاح ذو حدين ، فهي اذا ما مورست بشكل غير صحيح ، فستكون نتائجها كارثية أحيانا ، وقد تنقلب رأساً على عقب،فالديمقراطية يفهمها البعض خطئاً ان يسب هذا المسؤول ويشتم هذه الكتلة السياسية ويجرّح بهذا الشخص وذاك ويخوّن الآخر .

ليس هذا معنى الديمقراطية وليس هذه حرية التعبير عن الرأي فالديمقراطية أسمى من ذلك فهي ممارسة انسانية راقية تحتاج الى رُقي من يستخدمها وتحتاج الى ضوابط ومُحدّدات لايمكن التجاوز عنها وتحتاج الى توعية حقيقة لمستخدمها  ومن هذه المستلزمات أن يتم توفير قدر من الحرية الشخصية للتعبير عن الرأي ومشاركة اكبر عدد ممكن من أصوات الجمهور في ايجاد حلول لاشكالات الواقع السياسي وفق اسلوب حضاري، ومن خلال هذه المشاركة تبرز لنا قيمة كبرى هي ان المواطن يشعر لأول مرة بمسؤوليته عند اتخاذ القرار، وهذا ما يشجع خطوات بناء مرتكزات الديمقراطية في وقت لاحق. وحتى في الثقافات التي تحدث في الدوائر والمؤسسات الحكومية يكون من المفيد تعويد المواطن على احترام حرية الرأي والرأي الآخر،وان لايصل الاختلاف حد التقاطع مع وجهات النظر الأخرى، وأن يكون من المفهوم لدى الجميع ان احترام وجهات النظر الاخرى ينبغي ان يُصان و يُحترم، وفي المقابل تتوفر قناعة لدى من يريد أن يطرح آراءه أن يجد لها قبولاً أو تعاطفاً أو على الاقل عدم معارضته لتوجهاتها، واذا ما عارضها فلديه مبررات مقنعة من دون أن تكون قد جرحت الأخرين أو اعتدت على حقهم في ان يكون لهم فسحة من التعبير ليس بمقدور احدٍ أن يتجاوز عليها . وكلما كان تطبيق الديمقراطية ضمن اُطره الصحيحة والمرنة، فان الصعاب ستزول تدريجياً وتكون الحلول ميسرة وقابلة للتطبيق، وكلما كانت الممارسات الديمقراطية قريبة من اهتمامات المواطن والمؤسسة والبلد عموماً كانت أفضل من حيث أن تتوفر لها ظروف عملية افضل وضمان لنجاح تطبيقها بزمن قياسي يخدم المجتمع والعملية السياسية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة