رائد الهاشمي - منع الخمور (قرار خاطيء في التوقيت و المضمون)

                 تنويع مصادر الاقتصاد

رائد الهاشمي

رئيس تحرير مجلة نور الاقتصادية

باحث في المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية

النفط  نعمة من الباري عز وجل لبلدنا يجب علينا أن نستثمرها بشكل صحيح بما يضمن الرفاهية لنا وللأجيال القادمة, وان اعتماد الاقتصاد العراقي على النفط  بشكل رئيس واهمال القطاعات الاخرى خطأ فادح يجب التوقف عنده كثيراً والتخطيط لتغيير هذه المعادلة التي استمرت لعقود طويلة من الزمن، لان النفط له وقت ويَنضب فيجب استغلال الواردات الهائلة التي يحصل عليها الاقتصاد من تصدير النفط في تنمية القطاعات الانتاجية الاخرى ومنها (الصناعة والزراعة والسياحة والنقل وغيرها ).

ان كل من هذه القطاعات لو أخذناه على حدة لوجدنا المقومات الرئيسية للنهوض به متوفرة في العراق فالقطاع الصناعي مثلاً تتوفر فيه المصانع العملاقة والمنتشرة في جميع محافظات العراق وعلى سبيل المثال لاالحصر (معمل الحديد والصلب ومعمل البتروكيمياويات في البصرة ومعمل نسيج الكوت في النجف ومعمل نسيج الكاظمية ومعملي اطارات بابل والديوانية)  وغيرها الكثير الذي لاتسع هذه الأسطر القليلة لتعداده.

إذاً البنية التحتية موجودة والخبرة الطويلة للمهندسين والفنيين والعامليين موجودة والاموال موجودة فماذا ينقصنا؟

النية الصادقة والعزم على البناء هي التي تنقصنا لإعادة الحياة لهذه المؤسسات والمصانع العملاقة والتي سترفد الاقتصاد العراقي بواردات كبيرة وستحتوي الكثير من البطالة المتفشية في مجتمعنا وستعمل على إنعاش صناعتنا الوطنية  التي تعيش في سبات منذ عقد من الزمن وستجعل حركة الاقتصاد العراقي تدور في جميع مفاصله المرتبطة الواحد بالآخر، وانّ الحال لايختلف في القطاعات الانتاجية الاخرى فجميعها تتوفر فيه المقومات الرئيسية للنهوض والانتعاش وتحتاج الى النية كما أسلفنا.

ان خير مايدعم كلامنا ودعوتنا لتنويع مصادر الاقتصاد العراقي هو الدعوة الاخيرة التي وجهها صندوق النقد الدولي الى الدول المُنتجة للنفط لتنويع مصادر اقتصادها وتعزيز قدراتها على مقاومة الصدمات المتوقعة كانخفاض العائدات النفطية في سياق اقتصاد عالمي غير مستقر.وذكر الصندوق في تقرير جديد له حول الآفاق الاقتصادية العالمية والطلب العالمي الضعيف على النفط والاضطرابات التي تشهدها عملية العرض في كثير من الدول المنتجة للنفط مثل ايران وليبيا والتي أسفرت عن إنخفاض الانتاج في دول الشرق الاوسط  وشمال افريقيا والتي تشهد تباطئاً كبيراً في عملية النمو الاقتصادي.

دعوتنا للاهتمام والنهوض بجميع القطاعات الانتاجية في الاقتصاد العراقي واستثمار عائدات النفط لتحقيق هذا الهدف المنشود.