سبايكر توحدنا ضد الإرهاب
رائد سالم الهاشمي
رئيس تحرير مجلة نور الإقتصادية

عاش العراقيون عبر عقود طويلة من الزمن مآسي عظيمة وتعرضوا لكم هائل من الظلم والقتل والحروب والمقابر الجماعية سوف تبقى ذكرياتها المؤلمة منقوشة في ذاكرتهم وستبقى تفاصيلها تروى من أجيال الى أجيال وتسطرها صفحات التاريخ المخزي للجلادين الذين اقترفوها وتُخلد ذكرى الشهداء الأبطال الذين سقطوا ورووا بدمائهم الزكية طريق الحرية لهذا الشعب المظلوم.
جريمة سبايكر واحدة من الجرائم التي سيضل التأريخ يذكرها عبر صفحاته لأنها جريمة غير اعتيادية فكمية البشاعة في التنفيذ والإجرام التي تمت بها غير تقليدية ونوعية مقترفيها من مجرمين قتلة لايمتّون للانسانية بأية صلة تجعلها تدخل التاريخ وتأخذ حيزاً كبيراً في صفحاته, قام هؤلاء السفاكين باغتيال مجموعة كبيرة من الشباب بعمر الورود اضطرهم شظف العيش والعوز المادي لهم ولعوائلهم الى التطوع في صفوف قواتنا المسلحة ولم يكونوا يعلمون أن نهايتهم ستكون بهذا الشكل البشع على يد جنود الشيطان.
سبايكر حدث غير اعتيادي بكل تفاصيله وبشاعته ولايمكن أن يمر مرور الكرام, فصدور العراقيين تغلي من هول ماحدث وقلوب أهالي الضحايا تتفطر من الألم ودموعهم جفت في المآقي والجميع يطالبون بالقصاص العادل من القتلة المارقين أولاً ومن كل من تسبب بما حدث ثانياً سواء كان مسؤولاً حكومياً مهما كان موقعه أو قائداً عسكرياً أو ضابطاً أو غير ذلك, والمطلوب أن يكون القصاص شديداً بشدة الجرم وقوياً بقوة الفاجعة لكي يكون ماءً تطفيء جزءً من النار المستعرة في الصدور ولكي يكون رادعاً لكل من تسّول له نفسه بارتكاب مثل هذا العمل البشع الذي ترفضه كل الأديان السماوية والأعراف الإنسانية.
انّ التخبط في تصريحات  القادة الأمنيين عبر وسائل الإعلام وخلال إفاداتهم في جلسة مجلس النواب التي عقدت لدراسة ماجرى في سبايكر تكشف لنا حجم الخلل الكبير وضعف التنسيق بين القيادات الأمنية وعلى أعلى المستويات فالاتهامات المتبادلة بينهم والتناقض الكبير في الإفادات يجب الوقوف عنده كثيراً وإعادة الحسابات بدقة لترتيب أوضاع قواتنا المسلحة لتجنب حصول ماحدث مستقبلاً .
الفاجعة كبيرة بكل المقاييس وتذكرنا بقسوتها بفاجعة حلبجة الأليمة وننتظر إجراءات التحقيقات التي تقوم بها الحكومة ومجلس النواب ولكل حادثٍ حديث.
المطلوب في هذه المرحلة الخطيرة من تأريخ بلدنا وشعبنا الصابر أن نجعل من (سبايكر) محطة لنتوحد بكل أطيافنا ومذاهبنا وقومياتنا ضد الإرهاب بجميع أنواعه ومسمياته ونقف يداً واحدة وقلباً واحداً ضد الإرهاب القادم من خارج الحدود وضد الإرهاب الموجود بيننا في الداخل ونرفض كل سلاح يُحمل خارج نطاق الدولة لنحقن دماء شعبنا.

نعم قد نختلف بيننا في أمور كثيرة , ولكن أرجو أن نتذكر عند اختلافنا ماحدث في سبايكر ونستعرض في مخيلتنا كل الجرائم التي قام بها أعدائنا في كل بقعة من أرض العراق ولنتذكر أرواح شهداؤنا الغالية التي سقطت ونجعل من دمائهم وأرواحهم الغالية حافزاً لنا لنتوحد من أجلهم ومن أجل مستقبل آمن لأطفالنا ومن أجل عراق آمنٍ خالٍ من الإرهاب. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة