إرادة الشعب فوق كل الإرادات
رائد الهاشمي
رئيس تحرير مجلة نور الاقتصادية
إرادة الشعوب في كل بلدان العالم أقوى من جميع الإرادات للحكّام والسلاطين وعندما يُجمع الشعب على قرار فلن يستطيع أحد أن يقف أمام هذه الارادة الجبّارة، والشعب العراقي معروف عبر التأريخ بعظمته ومواقفه الرافضة لكل أنواع الاستبداد والظلم والقهر, والموقف الشعبي في جميع محافظات العراق برفض الامتيازات والرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاثة وأعضاء البرلمان وأعضاء مجالس المحافظات والمجالس البلدية كان موقفاً يستحق الفخر والتقدير حيث زحفت الآلاف من أبناء الشعب العراقي رجالاً  ونساءً وشيوخاً واطفالاً الى ساحات العز والكرامة بمظاهرات سلمية ًو حنجارهم  صادحة بصوت الحق (كلا للامتيازات الخيالية - كلا للرواتب التقاعدية -  كلا لسرقة أموال الشعب) ورفعت شعارات متنوعة وبشكل عفوي صدرت من شغاف القلوب المقهورة التي تعاني في حياتها اليومية من سوء الخدمات العامة والبطالة والافتقار الى أبسط أنواع الحقوق التي يستحقونها وهم يعيشون في بلد عائم على بُرك من النفط وميزانيات بلدهم الانفجارية وصلت أرقامها الى مستويات فلكية لم نسمع بها من قبل ونجد صعوبة في عدّ أصفارها.
 كان صوت الشعب رسالة صريحة واضحة الى السياسيين وحدّد المتظاهرون مهلة لاتتجاوز الشهرين لتنفيذ مطالبهم ووضعوا الكرة في ملعب الحكومة والبرلمان والسياسين وانتظروا ردة الفعل واستعدّوا للخروج مرة اخرى بشكل أقوى وأوسع, ولكن جاءت نتائج المظاهرات الشعبية العارمة لصالح إرادة الشعب وتُوّجت بقرار المحكمة الاتحادية العليا بالمصادقة على إحدى قرارات الشعب المهمة وهو الغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء البرلمان ورئاسته فكانت الفرحة الكبرى في جميع الأوساط الشعبية بهذا الانجاز الذي أعطى القوة والثقة للجماهير التي خرجت بالحق واثبتت للجميع بأنه( لن يذهب حقُ وراءه مُطالب).
 هذا المنجز الكبير الذي تحقق لن تكتفي به الجماهير الشعبية ولن تهدأ الحناجر الّا بإستكمال تحقيق المطالب الاخرى بالغاء الرواتب التقاعدية والاستحقاقات الغير عادلة للرئاسات الثلاثة والدرجات الخاصة والمستشارين وأعضاء  مجالس المحافظات والمجالس المحلية ومحاسبة المفسدين وسرّاق المال العام والقصاص العادل منهم.

الأشهر القادمة ستكون حُبلى بالاحداث والانتخابات على الأبواب وسيقول الشعب كلمته الفصل وسيأخذ كل ذي حقٍ حقّهّ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة